على هامش الأرصفة
على هامش الأرصفة
أزمة اقتصادية أم نتائج فشل النخبة
يقول المفكر الفرنسي اتييان دي لابواسييه في كتابه (العبودية الاختيارية ) عندما يتعرض بلد ما لقمع طويل، تنشأ أجيال من الناس لا تحتاج إلى الحرية، و تتواءم مع الاستبداد، ويظهر فيه ما يمكن ان نسميه "المواطن المستمر
في أيامنا هذه يعيش المواطن المستقر في عالم خاص به و تنحصر اهتماماته في ثلاثة أشياء:
1/ الدين
2/ لقمة العيش
3/ كرة القدم
الغلاء الفاحش التي أصبح الحديث الساعة وبعض منا يراود الحنين الي الماضي و البعض يطالب بالثورة الجاع للخلاص من كابوس الغلاء التي تسبب البؤس والفقر وحرم كثير من شرائح مجتمعنا من وجبات الأساسية لكن في نهاية المطاف الغلاء ليس اتا من الفراغ ولو تأملنا مع افتراض الأمر والحقنا بسؤال بعضنا البعض بسؤال من أين جاءت الغلاء يبقى الاجابة تكون معروفة مسبقا لدي الجميع من صغيرنا لكبيرنا و بلا شك السبب و المسبب هي فشل النخبة الذين تعاقبوا و عصابة الحالية و اذا قلنا نتكلم عن الحكومة بمنطق الأرقام الحسابية سوف نعود قليلاً الي الحكومات التي تعاقبوا بخلاف الحكومة الحالية لان الحالية هي نتج نتيجة لتراكمات الحكومات التي تعاقبت في إدارة جهاز الدولة.
و اذا توغلنا قليلاً في الأزمة الحالية نجد ليس كلها ازمات الآنية بل كلها موجودة منذ تسليم الدولة من المستعمر وتم تبني الاقتصاد الريعي العشائري بواسطة النخبة اسلام عروبية و من تلك سخروا الدولة في خدمة الكيانات معينة ومع فرض الهوية و الثقافة الأحادية قرابته 40 عاماً و أخيراً سطو ابنهم الغير الشرعي المدلل يسمى الإنقاذ الوطني التي افحمت تلك أزمة بطريقة سيئة.وأيضاً إذا قلنا اليوم نتحدثوا عن مليشيات، حكومة انتفاضة 5 أبريل 1985 هو من بادر بتسليح بعض القبائل العربية ضد الزورقة كما يسموا الناس المركز ثم كلفوا بحرق 2000 مواطن السوداني.إذا قلنا تجارة بالدين نجد الطائفية بشقيها المهدية والمرغنية بإضافة لنظام المايو خدعوا الشعب باسم الدين سنين و استقطعوا الأراضي ملكاً للشعب في أم درمان* *والجزيرة أبا في حين ان جدهم لم يملك سوى مركب لصيد الأسماك والنظام مايو حدث ولا حرج في ممارساته الوحشية في تشريع القوانين الرعناء بعبرها بطر أطراف مئات من أبناء الشعب.
واذا عدنا الى خلف عن الهوية المزيفة بدأت حينها تلك لحظة على عبداللطيف قال الشعب السوداني الكريم لكن اقبل برفض التام من قبل بعض النخبة واكتمل الصورة بموفق المحرج لإسماعيل الأزهري حينما كان الوفود في انتظار وفود السودان التي تعتبر قائد الاستقلال لكي يفتتح القمة الأفريقية في إثيوبيا الا هرب من قمة الأفريقية الى قمة العربية لبحث الهوية العربية المزيفة* .
تواطؤ الايديولوجي هي مصالحة الوطنية الكاذبة التي تم في ظروف يندي لها الجبين الا انهم تركوا جزء اصيل من الوطن تزف بالدم الان حقيقة الأمر اظهر النخبة التاريخية تواطؤهم ممكن يتصالحوا عندما يشعروا بزوال أيديولوجيا التي تخدم مصالحهم
الجهوية و العنصرية
نجد أن النظام نميري عنوان الرئيسي التي مورست في حق دارفوريين الى ان وصل الى درجة يكشوا مواطنين العزل من العاصمة القومية ملكاً لهم مثل كل مواطن في الوسط على حد تعبيرهم قالوا يزحمون العاصمة لا ندري ما هي المعايير التي استندوا عليها وانطبق على دارفوريين على وحدهم .
اذا قلنا الازمة الاقتصادية منذ ذلك الوقت الشعب في دائرة الجهنمية وقودها المجاعات و صفوف الرغيف و البنزين .
أما التنمية حدث ولا الحرج مع أقصاء التام بعض الأقاليم حين من الدهر بحمى التهميش المركب بشقيها التنموية و الثقافي.
هذه موافق افرز بظهور حركة مطلبية من جنوب السودان لكن النخب النيلية رفضوا تلك مطالب وقاموا بتعليب البسطاء من الهامش بعض الناس باسم الدين لمحاربة الجنوبيين بمختلف الوسائل .
وأخيراً حينما أدركوا أهل الهامش الذين ظلوا مخلصين في خدمة الدولة لكيانات محددة بعد فوات الاوان من قبل بعض الموالين للمركز وقادوا التمرد بإدراك أن هذا النظام لا تصلح في إدارة الدولة طالما أن لا تعدل مواطنين داخل الدولة واحد، لكن النظام المركز كل من يخرج من طاعته، يقوم باختيار أدوات لها قدرة على الاغتيال تحريك الشارع مثل الخونة و العملاء للغرب و تارة الصهاينة وأخيراً يواجههم اما برفض وعدم باستجابة مطالبهم او يبادرو حلولها بسلاح وأسوأ من ذلك طيلة الفترة القتل والاغتصاب في المناطق المتاخمة لم يتحرك أحد ساكناً من باقي الولايات عن تلك المجازر البشعة من بني جلدتهم برغم من أن أتوا مجموعة من الوفود من مختلف الدول لتقييم الوضع الإنساني المزري . *
*والآن هاهو اليوم عمة الوضع التي كانت اكتوا منها أولئك الذين تمردوا جزء من الشعب حينما كانت أهل الوسط كانوا حالفهم الحظ بالتعليم في وضع أفضل من باقي الكيانات اخيرا هذه تمييز مما خلق الوضعية معينة يتفوقوا على باقي المجموعات وبما أن هذه الوضعية أيضا أفرزت طبقات أخيراً اصحبوا منها الطبقة الارستقراطية ومنهم من أصبح من الطبقة البرجوازية حتى غرقوا بعضهم في الغنى الفاحش و على حد المثل الذي يقول النار تشتعل في قطية من الخارج، لكن أخيراً القطية تقع إلى داخل بفعل الوضع وصل لجماعات الوسط النيلي واكتمل الأركان، ووحدنا الجميع ، في الوضع ظللنا نتحدث عن الغلابة لذا في تقديري إذا بفعل نرغب في التغيير علينا أن ندرك بأن أزمة ليس في النظام التي تدير رأس الدولة انما ازمة هي بنية الدولة ككل وظل منذ ازل تفقد الدستور ، تفتقد المراكز التخطيط، تفتقد مراكز الدراسات الإستراتيجية وكل من يأتي يعتمد على مرجعية حزبه او بعقلية منتفعين موالين له ، لذا لابد من تفكيكها وإعادة بنائها من الجديد أسس ومعايير الجديدة التي تكفل العيش الكريم لكل مواطنين وتكون الدولة قيمتها العليا هي مواطن البسيط. وقانونها كالموت لا ترحم الكبير او الصغير .
بحرالدين عبدالله كربي - ١١ اغسطس ٢٠٢٠م
ليست هناك تعليقات