ضع اعلان هنا

اخر الأخبار

من هو العدو الذي يستحق المواجهة ؟ ‏

من هو العدو الذي يستحق المواجهة ؟ 
=================
 جلال رحمة 

 جاءت ثورة ديسمبر المجيدة بعد نضال تراكمي لعقود من الزمان وحملت شعارات واضحة هتف بها الثوار بصدور عارية كانت شعارات ديمقراطية الحياة وسلمية الممارسة السياسية، انتصاراً لقيم الحرية ،السلام ،العدالة ،الدولة المدنية. أفق الثورة يتمثل في الانتقال الكلي من الشمولية والاستبداد إلى رحاب الديمقراطية ودولة المواطنة المتساوية والكرامة الإنسانية وسيادة حكم القانون والتنافس السلمي للوصول السلطة.  
 
 بناء على الأفق الذي صنعته الثورة السودانية العدو ليس أشخاصاً من نادي النظام السابق فحسب بل العدو يتلون في شكل مفاهيم و خطابات تتقاطع مع أهداف الثورة في الانتقال الديمقراطي المنشود، عليه ظهر في الفترات الأخيرة إنتشار خطاب ديماجوجي شعبوي يقوم على تقسيم الناس والقضايا على أسس العلاقات الأولية العرق، اللون، الدين، الجهة ويحشد الناس خلف دوائر صغيرة كل تيار يدافع عن دائرته بتزمت منقطع النظير بأدوات اخنق فطس، والذي يعني صعود تيار الردحي السياسي ومشوشي التحول الديمقراطي على حساب التيار العقلاني الملتزم التزاما صارما بقواعد اللعبة السياسية الرشيدة التي تقوم على الاعتراف بالتعددية الاجتماعية والسياسية والحق في الاختلاف ونسبية المعرفة.  
 
 صعود تيار الردحي السياسي ومشوشي الحياة الديمقراطية افرز انقساما حادا في بنية المجتمع وأصبح الحشد والاستقطاب القبلي سمة أساسية حتى تجد من يعارض الحكومة ويشجع وزيراً ما في نفس الحكومة لأنه ينتمي على خلفيته الاجتماعية، وسط تنامي خطير لخطابات الكراهية وتهييج المشاعر باسم النضال وامتلاك الحقيقة، وهو ما يمثله تيار صعد على منصات التواصل الاجتماعي بضيق أفق وضعف مهارات وقلة معرفة أدى إلى تسميم الأجواء مما حدا بالعقلانيين الانزواء بعيدا وترك الميدان لاسراب الجراد من ضحايا مشروع التجهيل المتعمد وضعيفي الخيال السياسي والذين يمتلكون جراءة يحسد عليها في بث السموم والكراهية والتمييز حتى أصبح كلمات أمثال جلابي، شمال نيلي،امتيازات تاريخية، هامش، جنجويد،  ناشطي قبائل.  . . . . .  إلخ كلمات نزعت من صياغاتها المعرفية والتاريخية واطفي عليها صبغة عرقية وجهوية تطلق أمام كل اختلف معهم دون خجل،وبذلك يحولون الحوارات التي كانت ميدانا لتبادل الآراء والأفكار والمقترحات للتطور إلى ميدان لبث السموم والكراهية. 
 
 عليه العدو يكمن في هؤلاء مروجي خطابات التمييز والحشد والاستقطاب و الاستقطاب المضاد،العدو ليس المؤتمر الوطني فحسب  لأنه ذهب إلى حيث لا رجعة لكن العدو يمثله العقلية الانكفائية المنغلقة حول الذات،  القبيلة،  الجهة،  الدين،افتحوا ذواتكم نحو احترام الآخرين وحقهم أن يكونوا آخرين مختلفين عن تصوراتكم ولهم الحق في هذا الوطن كما لو أنت لك الحق بالمواطنة المتساوية دون تمييز انتصاراً لقيم حقوق الإنسان والكرامة الإنسانيةو ان سودان الثورة لا يبني بخطابات الكراهية بل بخطابات تجمع الناس حول إصلاحات جذرية و هيكلية لبناء دولة القانون و وطن يسع الجميع .
#galal_2020

ليست هناك تعليقات