انهيار منظومة الحركات المسلحة
انهيار منظومة الحركات المسلحة
أن حركات المقاومة منذ نشأتها في القرن الثامن العشر فصاعداً لم تمضي كتحركات الفردية ،بل كحملات تفاعلات الجماعية. وإذا رجعنا إلى بريطانيا وأمريكا تترك قدراً من الشك في أن حركات المقاومة يضم أطرافاً كثيرة وتتمركز في شكل حملة ، في كل حملة على جهود المتكررة لتحالف متغير يسعى لإنجاز مجموعة من متغيرات السياسية المحددة جيداً .
فقد لعبت التحالفات بين الشخصيات السياسية النخبوية والقطاعات المنظمة نسبياً من طبقات العاملة لكن انتقل من القرن الثامن عشر إلى القرن التاسع عشر في تضمين ثلاثة مطالب في اجتماعات العامة موجات الالتماس، تصريحات العامة والمظاهرات والرموز المشتركة العضوية .
لذلك في واقع الأمر فإن حركات الاجتماعية تتنوع وتتطور تاريخياً في إطار المشروع لمواكبة الأحداث واستوعب قطاعات واسعة من المجتمع ذات مصالح متنوعة وشعورهم العام بضيم قوامه الإدراك المشترك لغياب العدالة والمساواة والديمقراطية في وضعية سياسية بعينها.
بِنَاءَا على هذه الخلفية التاريخية نستطيع أن نعرف منظومات الاجتماعية باعتبارها منظومة الاجتماعية لها الجهود المنظمة التي يبذلها مجموعة من مواطنين يهدفون إلى تغيير أوضاع أو السياسات أو الهياكل القائمة لتكون أكثر اقترابا من حيث القيم العليا التي تؤمن بها الحركة الاجتماعية.
أو هي جهود منظمة مجموعة من مشاركين في الأهداف، السياسات ،أوضاع التغير أو مكونات الفكرية محركة ووسائل التعبئة .
أما بناء الحركة قوية في مناصرة أو تحقق أهدافها يظل دوما مهمة المجتمع المدني عندما يعمل في ظل سياسة القمعية وفي هذه الحالة هي تكون بوابة تعريف ماهية حركة الاجتماعية .
من خلال المقدمة نستطيع أن نستخلص منه أن حركات المقاومة منذ بداية نشأتها تؤكد للجمهور سيادة الشعبية يعرف نفسها بأنها المرجعية أو خلاص النهائية لانتشالها من الواقع المرير لضمان تحقيق تطلعاتهم واشواقهم في الآن واحد مثل المهدي المنتظر أو يسوع المسيح وهذا ما وعد الحركات المسلحة في الإقليم دارفور في بداية ظهورهم للمجتمع التي تعيش أكثر من القرن في التهميش المركب بشكل الممنهج من قبل الوضعية التاريخية بمبنى على الأحادية .
أخيراً غابة كل الآمال والأشواق كان مزعومة بعاطفة لم تحقق نتيجة لغياب المشروع الفعلي للأرض الواقع مما أدى إلى انهيار تلك منظومات التي خلقوا من رحم الظروف لم تنتجها ارتباطاً لفكرة أو دراسة تحليلية مستصحبا معه نتائج وعواقب وما لها وعليها من بعدها .
وعلى ضوء هذا يمكن تكمن الأسباب بموجبها أدى إلى انهيار منظومة الحركات المسلحة في الآتي
1/ منذ تأسيسها لم تؤسس بِنَاءَا على أي فكرة لكي ترتكز بثوابت الفكرة وتستطيع تعرف النقاط الخلل .
2 / منذ تأسيسها بنيت الحركات من جانب العسكري أي تغذى من الانتصارات العروبات بشكل الإعلامي وأخيراً تسقط في سوق الروب السياسي نتيجة افتقار أدوات المعرفية حتى على مستوى أبجديات منوط بها.
3 / إقامة مؤتمر حسكنيتة قبل دراسة لمعرفة وآلات المحتملة والتي أصبحت أول بذور انشقاقات وخاصة حركة وجيش التحرير السودان .
4 / من الأسباب التي ادى الحركات المسلحة عرضة للانقسامات، هو عدم وجود شخصية كاريزمية في قياداتها، إذ إن كثيرا من قادتها عسكريون ليست لديهم اهتمامات سياسية .
5 / غياب دور المثقفين من أبناء دارفور الشرفاء ولعدة أسباب
أ/ وضع حاجز من قبل قيادات العسكرية مع
. المثقفين.
ب / تحفظ من قبل بعض المثقفين حفاظاً على بعض امتيازاتهم بطريقة أو أخرى.
6 / ضعفهم السياسي- استفحال الطموحات الشخصية بحثا عن المجد والمال،وبإضافة لبعض القادة مرارات وغبن تجاه بعض المكونات الدارفورية، الأمر الذي أسهم في إضعاف الفكرة بصفة عامة .
7/ غياب المشروع متكامل يمكن بعبرها مخاطبة وجدان كل كيانات الإقليم في سبيل التفاف حول
. قضية برمتها.
بحرالدين عبدالله كربي 8 سبتمبر 2020م
ليست هناك تعليقات